languageFrançais

أشرف أبو اليزيد: التصعيد بين الكوريتين يتجاوز التوترات التقليدية

أعلنت كوريا الشمالية أنها انتشلت بقايا مُسيّرة عسكرية واحدة على الأقل أتت من كوريا الجنوبية، ونشرت صورا للطائرة التي أكد خبراء أنها كورية جنوبية لكن الأخيرة نفت صحة ذلك.

يأتي ذلك في ظل تصاعد التوتر مؤخرا بين الجانبين، خاصة بعد قطع كوريا الشمالية جميع روابط الطرق والسكك الحديدية مع جارتها الجنوبية.

وفي قراءة للوضع الحالي، أوضح الكاتب المصري ورئيس جمعية الصحفيين الآسيويين في كوريا الجنوبية، أشرف أبو اليزيد، في تصريح لموزاييك اليوم الأحد 20 أكتوبر 2024، أن ما يحدث في شبه الجزيرة الكورية اليوم يتجاوز التوترات التقليدية التي كانت تتمثل في إغلاق الطرق أو منع زيارات لمّ الشمل بين العائلات أو طرد العمال من المصانع. وأشار إلى أن التصعيد الحالي جاء بعد سلسلة من تجارب الأسلحة، وإطلاق كوريا الشمالية مناطيد محملة بالنفايات باتجاه الجنوب، بالإضافة إلى إعادة تشغيل كوريا الجنوبية مكبرات الصوت الدعائية التي تُسمع لسكان الشمال، مما يزيد من حدة التوتر بين الجانبين.

وأفاد أبو اليزيد بأن زيارته الأخيرة لجزيرة على الحدود بين الكوريتين أتاحت له معاينة إطلاق طوربيد أغرق سفينة كورية بجنودها، قائلا إن مثل هذه الحوادث ليست مستبعدة، بعدما أعلنت كوريا الشمالية تعديل دستورها لينص على أن الجنوبية، "دولة معادية" وذلك بعد تفجير الطريق بينهما، لأنه حسب تصريح  كيم جونغ أون، كان رابطة وصل  للعلاقات الضارة مع سيوول.

وأكد المتحدث ذاته، في تصريحه لموزاييك أن ''هذا التوتر جاء بعد عدد من قرارات الزعيم كيم بعدما أوقف الاتفاقية العسكرية بين الكوريتين التي كانت موقعة عام 2018 بهدف تجنب التصعيد والحوادث العرضية''، كما فجّر  كيم نصبا تذكاريا لمواثيق "توحيد الوطن"، مع إيقاف إذاعة أغاني "حلم الوحدة" بين طرفي شبه الجزيرة الكورية، إضافة إلى حذفه تفاصيل كوريا الجنوبية، مكتفيا بعرض خرائط الجزء الشمالي لها.

وأشار رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين إلى أنباء تفيد بأن الاستخبارات الكورية الجنوبية أرسلت 12 ألف جندي كوري شمالي إلى روسيا لدعمها في الحرب ضد أوكرانيا. ورغم أن حلف الناتو لم يؤكد هذه المعلومات، فإن رئيس أوكرانيا، فولوديمير زيلينسكي، أعلن أن جيشه سيتصدى لهؤلاء الجنود. ويُعتقد أن هذه الخطوة قد تكون نتيجة الاتفاقية التي وُقِّعت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، مما يزيد من توتر العلاقات بين كوريا الجنوبية وروسيا، خاصةً بعد مشاركة الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول في قمة حلف الناتو عام 2022 لأول مرة.

وأضاف محدّثنا أن الاتفاقية ساعدت كوريا الشمالية بعد إيقاف روسيا تجديد لجنة الخبراء الأممية لمتابعة العقوبات المفروضة على بيونغ يانغ، كما أن روسيا ساعدت كوريا الشمالية علميا واقتصاديا كرد فعل للمشاركة في الحرب مع أوكرانيا، واستطاعت بيونج يانج إطلاق قمرها الاصطناعي، مقابل تقديم الذخيرة أسلحة موسكو، فضلا عن تدفق السياحة الروسية لكوريا الشمالية.

للإشارة فإن خطوة التقارب بين الكوريتين كانت قد بلغت ذروتها في حقبة رئاسة دونالد ترامب للولايات المتحدة الأمريكية، حسب رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين بكوريا الجنوبية أشرف أبو اليزيد، الذي طرح تساؤلا "هل يمكن أن يكون انتخاب ترامب مجددا نقطة عودة، أم أن العلاقة بين الجنوب والشمال قد وصلت لنقطة اللاعودة، خاصة مع توقف، وربما فشل محادثات نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية" ؟ والإجابة عن هذا السؤال ستخبرنا به المرحلة القادمة.

غفران العكرمي

الكلمات المفاتيح :كورياحربأشرف أبو اليزيد